طريقة تطوير الذات للاطفال
هل بحثت كثيرًا عن طرق تطوير الذات للاطفال وفشلت في إيجاد الطريقة الأنسب لطفلك؟ إليك بعض النصائح والإرشادات التي من شأنها تقويم سلوكيات الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، الأطفال بحاجة إلى الاهتمام والرعاية حتى ينشئوا أطفال أصحاء قادرين على الاندماج مع محيط الأسرة والأصدقاء.
تطوير الذات للاطفال
إن من أهم مبادئ التربية الإيجابية معرفة كيفية تطوير الذات عند الأطفال، بالعمل على تحسين سلوك الطفل وتحفيزه من خلال تعزيز الشعور بالثقة بالنفس والرضا والأمان والحماية والنجاح يساعد على تطوير تقدير الطفل لذاته.
فالوالدين هما مصدر الثقة والأمان والطمأنينة للأطفالهم، وحدهم من يملكون القدرة على إشعار أبنائهم بأهميتهم وقدرتهم على تحسين سلوكياتهم من خلال التعقيب على تصرفات الأطفال إما بالثناء أو الجزاء.
فقد يخطئ الأب أو الأم في معاملة الطفل من خلال اتباع أساليب غير علمية عن قصد أو بدون قصد، دون مراعاة شعور الطفل أو وعي بمدى تأثير هذه الأساليب على شخصية الطفل في المستقبل.
فهذه الأساليب قد تدمر نفسية الطفل كالضرب أو السباب أو السخرية منه أو انتقاده أمام الآخرين، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور علامات اليأس أو الإحباط والعدوانية والعنف لدى الطفل.
لذلك لا بد أن يسعى الآباء إلى فهم أطفالهم ومحاولة تفهم أسباب تصرفاتهم السلبية ومناقشتها معهم حتى يتمكنوا من حل المشكلة، وتقييمها وفقًا لأسس علمية ومنهجية خاصة بالأطفال حتى يدرك الطفل خطأه مما يجعله يتجنب تكرار الخطأ في المرات القادمة.
طرق تنمية تقدير الذات عند الطفل
احترام الطفل ومراعاة شعوره من أسس تطوير الذات للاطفال ، فكلما زاد تقديرك للطفل ومواهبه البسيطة كلما انعكس هذا التقدير والتشجيع على أداء الطفل بصفة عامة بصورة إيجابية، فيما يلي نوضح بعض النصائح التي يجب أن يتبعها الآباء والأمهات لتعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال:
- إن النجاح الدراسي والقدرة على التواصل مع الآخرين بصورة مثالية تنعكس على تقدير الذات لدى الطفل، لذلك يجب أن يتجنب الآباء جعل الطفل يتعرض لمشكلات نفسية ناتجة عن سوء المعاملة، مما يترتب عليه الشعور بالاكتئاب وعدم القدرة على النوم والانطوائية.
- إذا كانت طفلك من ذوي الهمم أو من الاطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم فإنه بالتأكيد سيشعر بنقصان تقدير الذات نظرًا لاختلافه عن أقرانه، بالتالي لا بد أن يعمل كلًا من الأب والأم على تنمية المشاعر الإيجابية لدى الأبناء من خلال مضاعفة الاهتمام بالطفل وجعله يشعر أنه مرغوب به.
- إن منح الطفل طاقة الحب الكبيرة من أبيه وأمه يشعره بالأمان والراحة والأمل في الحياة، هذا الحب يمكن ترجمته في صور مختلفة كالرعاية والتركيز على نقاط القوة في ششخصيته ومدحها دائمًا، بالإضافة إلى قضاء وقت طويل مع الطفل مليء بالمرح واللعب.
دورات تطوير الذات للاطفال
تلعب دورات تنمية المهارات دورًا أساسيًا في تطوير الذات لدى الأطفال وتحسين الفكر الإبداعي لديهم، فلا بد للأب والأم أن يدركوا أهمية تحفيز الأطفال وتأثيره على الصحة النفسية والمعنوية لهم، فيما يلي أمثلة دورات تطوير الذات لدى الأطفال:
- يستطيع الطفل الذي يتراوح عمره ما بين 7 إلى 15 عامًا الالتحاق بدورات تنمية المهارات لتطوير الذات والتي تهدف إلى جعل الطفل يكتسب مهارات جديدة تزيد من وعيه وتعمل على تنشيط عقله، من خلال تدريب الطفل عمليًا على أساليب جديدة تمكنه من التفكير بشكل سليم ومعرفة أهمية تنظيم الوقت ما بين اللعب والدراسة.
- تعتمد الدورات على ممارسة ألعاب ذكاء جديدة ومتنوعة تلائم عمر الطفل، ويفضل أن يتشارك الطفل مع أصدقائه، فمشاركة الغير تكشف عن الجوانب السلبية والإيجابية في شخصية الطفل، ومن خلال تقييم المدرب سيتمكن كلًا من الأب والأم معرفة الجوانب التي تحتاج إلى التحفيز لتطويرها والأخرى التي بحاجة إلى تقويمها.
أهم طرق تحفيز الأطفال
يهدف الآباء والأمهات إلى تطوير الذات للأطفال من خلال اتباع طرق منهجية مبتكرة تهدف إلى تحفيز الطفل، فيما يلي نعرض مجموعة من الطرق المبتكرة التي تساعد على تحفيز الأطفال:
- المدح والإعجاب بشخصية الطفل.
- الاهتمام بشغف الطفل والأشياء التي يطمح للوصول إليها، ومحاولة تنميتها وتطويرها.
- تقديم المكافآت العينية كالشوكولاته أو الآيس كريم وابتعد عن منح المكافآت المادية.
- حدد أهداف للطفل، وساعده في وضع خطة مكتملة من حيث المهام والوقت الزمني لإنجاز تلك الأهداف على أكمل وجه، هذه الطريقة ستجعل منه شخصًا واعيًا ومدركًا لأهمية تحقيق الأهداف مهما بلغت بساطتها، فهي في نظر الطفل أشياء ثمينة لا بد له وأن يحصل عليها حتى يجني ثمار تعبه وهي التقدير المعنوي والإعجاب من والديه والمكاسب التحفيزية.
- اختر عادة من العادات الصحية التي ترغب في أن يحرص الطفل على أدائها يوميًا مثل غسل الأسنان يوميًا فور الاستيقاظ وقبل النوم، ثم حفز الطفل على عمل هذه العادة يوميًا فإذا قام بها كافئه وإذا نسيها أو فقد شغفه تجاهها أظهر له بعض الاستياء دون توبيخ حتى يشعر بالتقصير ويعود لفعله هذه العادة الصحية المهمة من جديد.
صور تطوير الذات للاطفال
قضاء وقت ممتع مع الطفل وإشعاره بأنه المفضل والأكثر أهمية لدى أبويه يعد من أفضل صور تطوير الذات عند الطفل التي تؤتي ثمارها سريعًا، فالاندماج في اللعب وتخصيص وقت للاستماع إلى أحلام وأهداف الطفل التي يرغب في تحقيقها في المستقبل والتفاعل معها بصدق ستجعل الطفل يشعر بأهميته وبأنه الشخص المفضل لوالديه، فهما يحبان يحرصان على رعايته وتطوير سلوكياته للأفضل دائمًا.
مساندة الطفل نفسيًا وتشجيعه على حل المشكلة التي قد يتعرض لها مع أصدقائه في المدرسة تعد من الأمور المهمة لتحفيز الطفل وتوسيع مداركه العقلية، ساعد طفلك وابحث معه عن حلول للمشكلة وقدم له المشورة، فإذا فشل في حل مشكلته ادعمه نفسيًا وأخبره بأن محاولته لم تذهب سدى ولكنه بذل أقصى ما في جهده لحل المشكلة، ولا تلقي بالتهم عليه وتوبخه على عدم تنفيذ الحلول كما كنت ترغب، فإن للأطفال منظور مختلف تمامًا عن الكبار يحكمون من خلاله على تجاربهم.
أسباب مشكلة تكرار الأطفال لأخطائهم وكيفية علاجها
إن الأطفال دائمي الشغف للتجربة، فهم يسعون نحو الاكتشاف منذ نعومة أظافرهم، الأمر الذي يجعلهم يقعون في ارتكاب أخطاء متكررة دون وعي منهم، وأسباب تكرار هذه الأخطاء هي:
- ضعف إدراك الأطفال لعواقب الأفعال الغير صحيحة.
- سيطرة الرغبة على الفعل نتيجة ضعف الجهاز الإدراكي لدى الأطفال.
بالتالي فإن وقوع الأطفال في المشكلات وتكرارها أمر طبيعي، فالطفل يتعلم من خلال التجارب التي خاضها بمحض إرادته، وحتي يتمكن الأبوين من استيعاب مشكلات أطفالهم والعمل على تطوير الذات للاطفال لابد من مراقبة لغة الحوار بين الأبوين، هذا الأمر يعد بمثابة النافذة التي يطل الطفل من خلالها على عالمه الصغير.
فالطفل يكتسب الثقة في نفسه وقدراته من خلال مراقبة الأسلوب المتبع في التعامل بين الأب والأم، فإذا رغب الأب في تعديل سلوك طفله عليه أن يبدأ بنفسك أولًا وأن يعمل على تعزيز الرابط الأسري بينه وبين زوجته، مما سينعكس فيما بعد على الطفل.
الخاتمة
تربية الطفل وتقويم سلوكياته الخاطئة تتطلب بذل جهد كبير منذ عامه الأول حتى مرحلة المراهقة، فالطفل مخلوق عاشق للتجربة، لذلك يجب على الأب والأم مراقبة الأبناء وإبداء النصائح التي من شأنها تعديل سلوك الطفل دون إلقاء اللوم على الطفل أو التعدي عليه معنويًا أو جسديًا.
أقرأ أيضاً : أفضل عبارات عن تطوير الذات